44812 | السنة 133-العدد | 2009 | اغسطس | 15 | 24 من شعبان 1430 هـ | السبت |
العلماء: الفيروس' مراوغ' ويمكن اكتشاف
شكل جيني جديد له كل يوم
يحيي يوسف | ||||
تمكن علماء الفيروسات بجامعة نورث كارولينا مؤخرا من فك الشفرة الجينية لفيروس الإيدز, وهو ما يعتبره الأطباء تمهيدا لفهم ماهية فيروس نقص المناعة وكيفية عمله, وتقدما نحو إيجاد علاج للمرض الذي أصبح كارثة صحية تفاقمت آثارها بشكل مخيف لتشمل النواحي الاجتماعية والاقتصادية في كافة أنحاء العالم واتضح من التجارب المعملية الأخيرة أن فيروس الإيدز يختزن معلوماته الجينية في تركيبات أكثر تعقيدا منها في حال الفيروسات الأخري, الأمر الذي يمهد الطريق أمام العلماء للتعرف علي المعلومات الجينية المختزنة في أعماقه. لكن تري الدكتورة نادية مختار أستاذ التحاليل بمعهد الأورام أن ما قام به العلماء مؤخرا مجرد تشخيص لتسلسل الأحماض الأمينية والتكوين الجيني للفيروس, أما العلاج فله مراحل أخري معقدة, ويقول الدكتور عبدالرحمن ذكري أستاذ الفيروسات بمعهد الأورام أن كل جين له تسلسلا خاصا من الأحماض الأمينية ويتغير ترتيب هذه الأحماض لمعظم الفيروسات من مريض لآخر, وحسب فترة بقائه بالجسم, لأن الفيروس يدور داخل جسم المريض كمجموعة من الفيروسات, ويتفاعل مع جهاز المناعة ويحاول الهروب منه بتغيير شكله في تحورات الجينوم الحمض النووي وهوما يسبب صعوبة في إيجاد علاج أوانتاج طعم واق, مثل فيروس الإيدز والكبد الوبائي سي. وأضاف الدكتور ذكري أنه يمكن اكتشاف شكل جيني جديد كل يوم للإيدز, وبذلك فان القضية كلها تتلخص في البروتينDNA حيث يري أن البروتين إذا كان ثابتا لايتحور فمن السهل إيجاد علاج له عن طريق المضادات الحيوية التي يفرزها جهاز المناعة, اما إذا كان الفيروس سريع التحور, فان السيطرة عليه أمر بالغ الصعوبة لأن هذا النوع من الفيروسات يتحور ويتكاثر كلما حاصره جهاز المناعة, وبالتالي لا يمكن التعرف عليه بسهولة داخل الجسم, وكلما اكتشفنا له شكلا ظهر له شكل آخر, وهناك نوع ثالث من الفيروسات التي تتحور في أشكال محددة مثل فيروس الأنفلونزا وهو ما يمكن مكافحته كلما تعرفنا عليه. وأوضح الدكتور عبد الرحمن ذكري أن الفيروس يبقي متوقف النشاط حتي يكون قادرا علي إصابة الخلية الحية, ثم ينشط ويتضاعف, ولكي يتمكن الفيروس من التكاثر وإحداث العدوي, عليه أن يدخل خلايا الجسم ويستخدم مواد الخلايا, وتتفاعل البروتينات التي علي سطح الفيروس ببروتينات الخلية, ويتكون ثقب في غشاء الخلية, ويترك الجسيم الفيروسي مكوناته الجينية في خلية الجسم, حيث يحدث التكاثر الفيروسي, وبعدما يصنع الفيروس نسخا عديدة من نفسه, يكون قد استنزف كل موارد الخلية, عندئذ تكون الخلية عديمة الفائدة بالنسبة للفيروس, هنا يختار الفيروس أن يختبئ في خلية أخري, لتجنب دفاعات جهاز المناعة, أو لأنه ليس من الأفضل للفيروس أن يتضاعف باستمرار, وهذا الاختباء يطلق عليه' الكمون', وفي تلك الفترة لا يتكاثر الفيروس, و يظل غير نشيط حتي يؤثر عليه محفز خارجي مثل الضوء أو الإجهاد كي ينشط |
نقلا عن الاهرام